براقو عليك يا صرصار
صعد نجم الصراصير إلى الأفق الأعلى وأصبحوا قوة لا تقهر وسط البالوعات وكل من بداخل البالوعات يخشاهم. ولكن لا تزال الصراصير تعانى من شيئين داخل بالوعتهم ألا وهما بعض الفئران في أسفل البالوعة وبعض الضفادع الأحرار في إحدى البالوعات المجاورة. عانت الصراصير عدم الاستقرار رغم قوتها وما لديها من أسلحة. كل يوم مناوشات مع الفئران. كل يوم خسائر وقلق في النوم رغم الثقة فيما لديها من قوة. وفى ذات ليلة حدث أن تجاوزت الضفادع الحدود وتسللت إلى بالوعة الصراصير وحملوا ما لذ وطاب من بيض الصراصير. في الصباح اكتشفت الصراصير السرقة التي تمثل تهديدا لاستقرارها هي والأجيال القادمة. وان سرقة البيض ممكن تقلل من تواجدهم وتكاثرهم. فهم يحلمون بالتكاثر والانتشار في البالوعات الأخرى.كما أن ما حدث يعتبر إهانة واستهزاء بقوة الصراصير التي يعرف الجميع علاقة نسبها إلى الزعيم العنكبوت. ثارت القوات العسكرية الصرصاريه متباهية بما لديها من سلاح وراحت تلقى بما لديها من قوة على مستنقعات الضفادع الأحرار مدمرة اى مكان يمكن للضفادع الاختباء به. ورغم هذا كانت الضفادع ترد على الصراصير بقوة مهددة مكانتها وكبريائها أمام البالوعات وأمام الشعب الصرصارى. أوقعت الصراصير الكثير من الخسائر ببالوعة الضفادع. وأوقعت الضفادع القليل الذي أحرج الصراصير. وظل الحال هكذا حتى جاء صرصار حكيم جلس مع باقي قادة الصراصير اخذ يداعب شواربه بأرجله والجميع متعلق به حتى تكلم قائلاً: كفانا نقاتلهم واجعلوهم يقاتلون أنفسهم. رد قائد: كيف ؟ أكمل الصرصار: هل تعتقدون أن اى من الضفادع أو الفئران يؤمنون حقا بقضية ما. إن كل همهم الدنيا وملذاتها. تساءل قائد آخر لم تقل كيف يقتلون بعضهم ! نظر له حكيم الصراصير متباهيا بذكائه قائلاً: الفتنة يا صديقي الم نصل إلى قوتنا بهذه بالفتنة ! لنقول أننا لا نقدر على ثوارهم فيتباهى ثوارهم بقوتهم على شعبهم فيغتاظ قادتهم فيتحاربوا معاً.اما الفئران أسفلنا فلنعطيهم منطقة لهم يحكموها فيتصارعوا بينهم على حكمها. كل جانب منهم يريد السيطرة على الآخر. ننام سنين وهم مختلفون وعندما يتفقوا وينتبهوا يجدونا نعيش في بالوعاتهم وامتلكنا بيوتهم. سقط الجميع من الضحك وعيونهم تدمع من شدة الضحك فيمسحون دموعهم بغطاء رؤوسهم.
بقلم / محمد الجابر
تعليقات
إرسال تعليق