نظرية الفاعل والقابل
كل ما نفعله يكون له هدف والهدف قد يكون راقياً وقد يكون بلا معنى فاشلاً. هنا تأتى الى ذهني نظرية الفاعل والقابل. ولكي نوضح المقصود بنظرية الفاعل والقابل أعطى مثال الإنسان الذي يخرج النفس الدافئ لكي يدفئ أطرافه في ليلة شتاء باردة. هنا نجد نظرية الفاعل والقابل قد تحققت حيث أن الفاعل المفترض علميا هو النفس الدافئ والقابل للدفء هو الأطراف التي استجابت للفاعل وتدفأت ولو قليلا. وأيضاً قد يفعل الإنسان نفس الفعل لكي يبرد فنجان من الشاي الساخن وهنا نجد الفاعل هو نفسه ولكن القابل اختلف مع أن الناتج هو المطلوب في المثالين.
فما هو الرابط بين ما سبق وبين العملية التعليمية فأقول أن الفاعل المفترض هنا هو المدرس والقابل المفترض هو الطالب فإذا كان الفاعل واثقاً في دوره كفاعل محافظاً عليه أصبح من الممكن أن يجعل الطالب قابلاً لما يقوم به المعلم. ولان هناك خلل ما، نجد أن مدرسة بأكملها فسدت فيها النظرية وأصبح الفاعل لا يقوم بدوره والقابل غير موجود. فنجد المعلم وقد أهمل الشرح والاهتمام بالتأكد من تقبل الطلاب لفعله كما يهمل شخصيته مع الطلاب فتضيع هيبته ومعها تضيع مادته. فنجد الطالب يستجيب لهذا ويهمل الحضور او المتابعة اوالدراسه بالمنزل او التزام السلوك الطيب داخل الصف.
نجد هنا أن الناتج المتوقع من الفاعل والقابل لم يتحقق ونتج شئ آخر لم يقصد إنتاجه ألا وهو طالب غير متعلم لا يستطيع أن يقدم شئ للمجتمع وإنما هو عالة عليه يحتاج المساعدة لكي يعيش. ويختفي الطالب المبدع ذو المهارة ويتدهور. وقد نقول أنه هو من اختار ذلك لنفسه وأغفلنا أنه غير قادر على التمييز في هذا السن المندفع نحو لاشئ سوى لحياة حلوة او سيئة. هو يحتاج التوجيه والتذكير المستمر بدوره المستقبلي وإذا هو فسد فأن المستقبل سوف يفسد. وقد يقول الآخرون أن القابل ربما يأتي الى المدرسة وقد فسد مسبقاً. لكنى أقول أننا إذا لم نستطع تدفئة أطرافنا فقد يمكننا تبريد الشاي الساخن. أي إذا لم نستطع الحصول على طالب متعلم ومحب للعلم فقد يمكننا الحصول على طالب ملتزم سلوكيا وإنسانيا يستفيد به المجتمع.
ونحن قد نجد مدرسة بأكملها وقد فسدت بها النظرية أو نجد بعض منها يفسدونها والبعض الآخر يطبقها فنجد التوازن ايضا مختل حيث نزرع داخل الطالب منذ الصغر ازدواجية التعامل مع الأمور. فنجده مع المعلم المهتم يهتم ومع المعلم الغير حريص يهمل ونزرع فيه شيئاً شبيهاً للنفاق التعليمي. فهو يتعلم ما يجده مهما للتعلم طبقا لاهتمام الفاعل. وتقدير المواد بالمهم وغير المهم يكون عن طريق تقييم لمدرس المادة. فمثلا قد يهتم الطالب بمادة قليلة الاهميه سهلة ويهمل مادة أخرى قويه صعبه. وسبب ذلك أن مدرس المادة السهلة ذو شخصيه قويه جذابة في المادة يستطيع جذب طلابه بذكاء ويمتعهم بالاستماع لشرحه ويتابع فهمهم وينتهي من حصته محققا كل الأهداف او معظمها. في حين مدرس المادة الصعبة شخصيته مملة أو ضعيفة وغير مبتكر في عمله ويعتمد على الطرق التقليدية في الشرح إذا شرح وهو لا يكترث بالمتابعة ويقيم الطلاب عشوائيا دون دراية بقدراتهم. وهنا يتسرب عدم اهتمامه بالأمور الى الطالب وبالتالي يأتي عدم اهتمام الطالب. وتتحقق هنا نظرية الفاعل والقابل ولكنها نظرية فاسدة لأنها أنتجت عكس ما هو مطلوب إنتاجه. ونجد في النهاية أننا لا حصلنا على الدفء ولا الشاي البارد

بقلم / محمــــــــــد الجــــــــابر

تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة