حــــوار مع صرصار

كنت ومازلت أكره الصراصير واشعر بالغثيان عند سماع اسمها. فالصراصير تأتى مع الوساخة. في البيت أو المطاعم الهابطة. وحتى المطاعم الراقية تجدها في طبق زبون ليس معه مال يدفعه فيدس الصرصار في بقايا طبق الشوربه لكي لا يدفع الفاتورة ويرحل بهدوء.وشعب الصراصير الذي أتحدث عنه الآن هو نوع مختار ومفضل. فهو نوع أرقى وأسمى من الكائنات الأخرى. وعندما تبحث في أسباب رقى هذا النوع، تجد انه نوع صبور جدا. لا يمل ابدآ ويمتاز ببعد النظر والحكمة وحسن التخطيط.وأتذكر انه في يوم مقر ف استوقفت صرصارا على غير العادة
وسألته: لماذا تدخر كل هذا الطعام فهو يزيد عن السنوات التي سوف تقضيها حيا.
رد على قائلا: والأجيال القادمة والوطن.
قلت له: أليس الوطن الخاص بكم الآن كاف., فلديكم شقوق كثيرة بالجدار. بل لديكم شقوق أخرى عملتموها ولم تسكنوها.
قال لي ساخرا: لماذا سألتنى عن الطعام الذي اخزنه هل هذا فقط ما لاحظته.
قلت له: وهل هناك شئ آخر لا اعرفه ؟
ضحك ساخرا وقال: نحن نخطط لألف سنة من الأمان والشقوق الجديدة التي لا نسكنها الآن، نحضرها للمستقبل.
قلت له: ألا تخافون العناكب وخيوطها التي يمكنها حصاركم وفنائكم.
ضحك قائلا: اى عناكب يا عزيزي نحن نخيف العناكب لأننا خيوطها فإذا انقطعت خيوطها لم تجد ما تصطاد به فتموت.
قلت له: متعجبا كلامك صريح جدا.
قال متكبرا: زمان كنا نتحرك ونجتمع في السر حتى نصبح واقع وها نحن أقوى الحشرات الموجودة في الجدار .
قلت: ومن قال أنكم الأقوى ؟
ضحك ثم غير في نبرته إلى الحدة: ألا تعرف ما لدينا من سلاح ! ألا تعرف أننا حشرات لا ترضى بما لديها فقط بل نخطط للحصول على ما لديك أيضا.
قلت له مستنكرا: أنت لا تستطيع اخذ شئ منى لا أرضاه.
ضحك وقال: إذن بعدما تنتهي من طعامك ادفع الفاتورة كاملة دون خصومات لان المطعم أنا صاحبه. ولا تكثر في شرب الماء لأننى اشتريت المجرى. ولا تنسى أن تدفع ضريبة المسكن الذي تملكه لأننى اشتريت الجدار وما حوله.وإذا لم تدفع فيمكنك التنازل عن المسكن. وأنصحك بالا تعالج نفسك في المستشفى لأنك آخر جنسك والمستشفى قد تقضى عليك لان بها أدوية غير معروفة المصدر.
قلت في يأس: ولماذا تنصحني الست عدوك ؟
قال: انت لسه فاكر. يا عزيزي ما بقى غيرك وإذا انتهيت فمن نأكل حقه أو نسلبه عرضه أو نخون أمانته ؟ ألا توافقني أن الحياة تكون مملة يدونكم.
اشتد غيظي ولم أجد ما أرد به سوى البحث عن شق في الجدار أجد فيه اى حشرة قد تبدوا قوية بعض الشئ استعين بها على الصراصير التي تسمى نفسها خيوط العنكبوت.


بقلم :
محمـــــد الجــــابـــــر

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة