أنت في مسرح العرائس
التحرر
هل شاهدت مسرح العرائس والخيوط تتدلى من فوقها تحركها. استسلمت تلك العرائس لمحركها ولم نجد إحدى العرائس وقد تمردت على محركها الذي يلزمها بحركات يرغبها هو دون النظر فيما ترغب هي. هل العرائس ربطت نفسها بالخيوط أم أجبرت على تلك الخيوط. فماذا يحدث لو انفلت الخيط ؟ هل تسير العرائس بلا خيوط. إن العرائس تخاف انقطاع الخيط لأنها اعتادت عليه. فعندما انقطع الخيط وقعت بعض العرائس بلا حركه. استسلموا للوقوع كما استسلموا للخيوط. وظلت قلة من العرائس واقفة حتى اعتادت الوقوف بلا خيوط. ومع الوقت تدب الروح فيمن ظل واقفا حتى يبدأ الحركة. شيئا فشيئا تجد العرض على المسرح صار مختلفاً. فتجد بعض العرائس ملقاة بلا حركة وعرائس لا تزال تتدلى من الخيوط والبعض يسير وحده بلا خيوط. الملقى على أ رض المسرح لا خوف منه والمربوط بالخيوط لا يفعل شي سوى ما يريده محركها ولا خوف منها أيضا. أما التي تسير وحدها فالخوف منها أن تأتى بحركات أو أفعال تفسد العرض. ولكن في نفس الوقت تجد المشاهد وقد أصبح لديه عدة مشاعر. تجده يشعر بالشفقة على تلك العرائس التي وقعت. ويشعر باللامبالاة من العرائس التي اعتادت ارتباطها بالخيوط، لأنها لا تفعل سوى ما اعتاد عليه المشاهد. أما الجديد هو تلك التي استطاعت السير وحدها تأتى بحركات من تلقاء نفسها. وتلفت الانتباه وتجعل العرض أكثر متعة. والسؤال : من أي العرائس أنت ؟

محمد الجابر
memoaljaber@hotmail.com














أنت في مسرح العرائس
العداء
لما انقطعت الخيوط عن مجموعة من العرائس فوقع بعضها وظل البعض الآخر واقفا حتى تحرك من تلقاء نفسه مؤديا عرضا خاصا به. كل عروس تأتى بحركات غير تلك العرائس المتعلقة بخيوط المحرك. ذلك جعل المحرك من أعلى المسرح يخشى على العرض الذي قام بتأليفه وإخراجه أن يفسد فيفسد معه تاريخه الفني وسيادته على مسرح العرائس. كما كان يخشى سخرية المشاهد الذي بدأ ينجذب للعرائس المتحررة مهملا حركات الأخرى المتعلقة. كان على المحرك أن يفعل شيئا يتواجد به لكي يحافظ على احترام المشاهد. فكان تارة يبتكر حركات جديدة للعرائس التي بيده وتارة أخرى يضايق العرائس الحرة محاولا إيقاعها فيفسد إيقاعها. ولكن ما أثار غيظه وربما خوفه أن العرائس المتحررة ترد عليه مضايقاته بأن بدأت في مساعدة تلك العرائس التي وقعت. حتى استطاعت بعض التي وقعت أن تنهض ليزيد عدد العرائس المتحررة على المسرح. فكان الخوف والقلق أن تستمر الزيادة فتختفي الخيوط وراء العرض الحر. فتزداد متعة المشاهد ويعتاد تلك العروض وينسى تاريخ الفنان أعلى المسرح. ولربما في نهاية العرض يسرع المشاهد لتلك العرائس لكي يحظى بصورة تذكاريه معها. وشيئا فشيئا تمتلك العرائس المسرح ويموت المحرك من الجوع.

محمد الجابر
memoaljaber@hotmail.com

















أنت في مسرح العرائس


لما خاف الفنان محرك العرائس على فنه وعرضه أن يفسدا. لجأ إلى مضايقة العرائس الحرة ومحاولة القضاء على حريتها ومن ثم يعيدها إلى الخيوط لتتدلى مع باقي العرائس كما كانت. كلما مر الوقت تعتاد العرائس المتحررة على حريتها. وتصبح أقوى. وخوف الفنان أن محاولاته في إيقاعها قد تفشل. فنجد الفنان قد لجأ إلى زيادة العرائس ليزاحم بها من خرجوا عن نصه.فأصبح المسرح صخباً وخيوط العرائس جاءت إلى المقدمة لتخفى العرائس الحرة وراءها. وعاد العرض إلى الفنان فأخذ يمتع المشاهد ويتنوع في حركات عرائسه محاولاً أن ينسيه ذكريات التحرر.فنجده قد زاد من عدد العرائس الراقصة وجعلها تأتى بحركات خليعة.كما ألف قصص إغراء وبعض الألفاظ الخارجة عن النص. أما العرائس المتحررة في الخلف فكانت تخشى الظهور في المقدمة لأكثر من سبب أولا أنها ليست بالقوة التي تقاوم بها تلك الخيوط الكثيرة ثانيا عددها مازال قليلاً وأخيرا الخوف من السقوط من على المسرح فلا تستطيع العودة مرة أخرى. عادت السعادة إلى الفنان ولكنه لم يتجاهل المتواجدين بالخلف. فكان يحرك عرائسه وفى نفس الوقت يدبر الخطط ليقضى على تلك المتحررة وعندئذ يقطعها ويخيطها من جديد لتكون شخصيات جديدة تنضم إلى عرائسه المتدلية بالخيوط.

محمد الجابر
memoaljaber@hotmail.com















أنت في مسرح العرائس

إستمر العرض على المسرح وبدأ المشاهد يعتاد العرائس ذات الخيوط في المقدمة ولا يعلم شيئاً عن تلك في الخلف. وكان الفنان المحرك من أعلى المسرح سعيد بالسيطرة على معظم المسرح خاصة المقدمة.وكان هناك هتاف خافت يخرج من المشاهدين في الصفوف الخلفية يطالب العرائس المتحررة بالظهور مما أثار غضب المحرك فكان يخشى أن يزداد الهتاف قوة فدفع بمجموعة من أتباعه فتوات المسرح ليتصدوا لمصدر الهتاف. ولكنه وجد العرائس المتحررة خلف الخيوط يعلو صوتها بالغناء مما يهدد عرضه. فقد كان يخشى وصول صوتهم للمشاهد. فكانت خطته الأولى بان ألقى إليهم عروسة راقصه أتقن في جمالها.اندفع نحوها عرفه المغنواتى وهو إحدى العرائس المتحررة احتضنها لكي يأخذها لنفسه فوجد نفسه ملتصقا بها ليس لجاذبيتها الرائعة ولكن بسبب الصمغ الذي وضعه المحرك . حاول المغنواتى الفرار منها ولكن الصمغ شديد وبسرعة فائقة رفعه المحرك وألقى به أسفل المسرح من الجهة الخلفية حيث قطع جسم عرفه المغنواتى وأعاد خياطته في شكل جديد سماه مأذون الحارة وأعاده للمسرح متدلياً في خيوطه ينفذ حركاته لتزيد المساحة الخاصة بالفنان ويزيد طمعه في ما تبقى للعرائس في الخلف. وبدأ يستعين بكبار المؤلفين لكي يقدموا له فكرة ينال بها من عروسة أخرى.

محمد الجابر
memoaljaber@hotmail.com

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة