العنكبوته السمراء

في مجتمع البالوعات الشرقية المتوسطه فقط تجد الانبهار بجنس العناكب. في حين البالوعات الراقية في أحياء وسط البلد لا تبالي لضخامة وقوة العنكبوت بل في معظم الأحيان تجدهم يعتزون بجنسهم الحشري ويعتبرونه ارقي من الجنس العنكبوتى.وفى ذات الوقت لا يجرؤ العنكبوت من الاقتراب منهم لشعور بداخله أنهم كانوا أسياده بالماضي. وتجد في البالوعات الشرقية المتوسطه الخوف من اى عنكبوت حتى ولو كانت عنكبوته . ففي احد الأيام أعلن العنكبوت الكبير انه يشعر بالصداع من كثرة نقيق الضفادع وهمس الصراصير. واخبر الجميع انه سيرسل عنكبوته مقربة إليه لتجلس معهم وتنظم الهمس والنقيق. وبالفعل وصلت العنكبوته السمراء.التي استخدمت وجهها العبوس وابتسامتها المتكبرة لتعلن عن شرها والعقاب الذي قد يناله اى ضفدع إذا لم يخفض نقيقه وقت الاجتماع. ولكن مع الصراصير كانت تبدى المودة والحنان. فكلما قابلت صرصاراً أخذته بالأحضان والقبلات وانفردت به في جحرها المخصص لها لبعض الوقت. أما الضفادع كانت تجلس في الانتظار حتى يحين دورهم وتأذن لهم بالدخول بعدما يخرج وفد الصراصير . وكان مشهد الانتظار غريبا فرغم أن المنتظرين كلهم من الجنس الضفدعي إلا أن كل ضفدع انشغل ينقنق مع نفسه. ولم يبالى اى ضفدع إلى أخيه الجالس بجواره. لم يهتموا بمناقشة ما يقولونه للعنكبوته. لم يهتموا بشئ يجتمعون عليه يواجهون به غطرسة هذه العبوس المتكبرة. كانوا يجلسون بأدب وهدوء حتى يحين دورهم. واهتم المنتظرون بالاطمئنان على جلبوه من هدايا لتقدير مجهود العنكبوته التي تركت أولادها وبيتها وجاءت تحل لهم مشاكلهم. ولربما كانت حامل وكثرة العمل قد تجهدها. فالكل يخاف على مولودها المنتظر فهو مهم مثل أمه العظيمة. وفجأة انتفض الجميع عندما شاهدوا باب الغرفة يفتح ووفد الصراصير يخرج وزعيمهم خلفهم تمسك بيده العنكبوته في حب ولهفة. يودعونها ويرحلوا ولا تزال الضفادع واقفة حتى عادت العنكبوته من الخارج وعادت معها عبوسة وجهها. نظرت إليهم ثم قالت:
اعتذر منكم لأنى متعبة اليوم، وغدا سوف التقى بكم كلً على حده. فليجهز كل منكم ملخص أسباب نقيقه وإذا لم يكن له نقيق فهذا يسعدني. تصبحون على خير. دخلت إلى غرفتها بعدما أشارت لمديرة مكتبها أن تجمع منهم الهدايا وتودعهم. وخرج الجميع على وعد باللقاء. ولكن متى وقد رحلت العنكبوته مسرعة لان العنكبوت الكبير استدعاها لأمر جلل. وتركت رسالة بأنها سوف تأتى مرة أخرى. ويقال أن احد الصراصير الأغنياء قد تقدم لخطبتها من العنكبوت الكبير.




بقلم:

محمد الجابر

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة